عبد الكريم غلاب
القاهرة تبوح بأسرارها ، 2000
طبعة واحدة
دار الهلال للطباعة ، القاهرة
رواية سيرة ذاتية
كتاب يروى فيه كاتبه ظروف نشأته فى فاس بالمغرب و تعلقه بمصر ثم سفره إليها طلباً للعلم ، و إلتحاقه بالجامعة. ويصف الحياة الجامعية فى فترة الثلاثينيات والأربعينيات والأساتذة العظام فى الجامعة وعلى رأسهم طه حسين وأحمد أمين والزيات. وكذلك الحياة الثقافية فى هذا العصر. ويفرد النصف الثاني من الكتاب للحديث عن رابطة إستقلال المغرب التى أسسها فى القاهرة ونفر مع زملائه المغاربة لتتطور إلى رابطة تجمع كل أبناء المغرب العربى (تونس والجزائر والمغرب)، و نشأة جامعة الدول العربية ودعم عبد الرحمن باشا عزام أمين عام الجامعة لهم، وقصة مثيرة عن تهريبهم للمجاهد عبد الكريم الخطابي لداخل مصر ليطلب اللجوء السياسى و ترحيب الحكومة المصرية به.
هذا الكتاب اضافة جديدة للمكتبة العربية وتحفة ادبية رائعة وسجل حافل بالمشاهد والذكريات الصادقة قصيدة حب للقاهرة التى احتلت مكانها فى القلب والفكر .. القاهرة بتراثها الحضارى والعملى والانسانى . من خلال هذا الكتاب سنستمتع بحكايات قاهريى تفوح بعبق التاربخ .. يصوغها الكاتب المتميز والمفكر والاديب والوزير المغربى عبد الكريم غلاب .. عضو اكاديمية المملكة المغربية واحد الذين جاهدا فى معركة الحرية والاستقلاق ضد المستعمر الفرنسى .. واحد المثقفين البارزين فى العالم العربى . وهذا الكتاب الذى بين ايدينا هو احدث مؤلفاته عن القاهرة التى عرفها قبل ان يراها من خلال اساتذة كبار قرا لهم ، كتاباتهم اختزنت بوعيه الثقافى فتزود من عملهم وتمتع باسلوبهم فيقول : التاريخ الانسانى فيما قرانا يبدا من مصر .. وتاريخ مصر يبدا من الفراعنه .. وتاريخ الفرعنة يختفى منه الحكم والسلطة والديانة وفلسفة الحياة والموت وعبادة امون وتوحيد اخناتون وجمال الالهات او زوجات الالهة الفاتنات وغرائب النيل يتجمع كله عند الذاكرة القارئة فى الاهرام الثلاثة وتاريخ القاهرة النضالى والشعب فيها يواجه الحملة الفرنسية .. وتذكر الذاكرة اسماء رجال كما تذكر اسماء مواقع ومعالم .. ونبحث فى عمق الذاكرة القارنة عن قلب القاهرة فنجد الازهر الذى انار الحضارة الفكرية الاسلامية وحافظ على الاسلام .. وتطفو الى الذاكرة القلعة ودار الاوبرا .. دار الكتب .. المتحف المصرى والاسلامى .. ومساجد مصر العظيمة .. ثم الجامعة اعظم معملة للعلم والثقافة . ولاتذكر القاهرة دون ان تذكر بناية البرلمان بقيته السامقة وما كان يدور فيها من مناقشات ساخنة وخطب الخطباء التى كانت بلاغتها تتفوق على مضاميتها . هكذا تعرفت على القاهرة من بعيد فكانت كل هذهالمعالم تزيد شوقى اليها حمية وحماسا لاعانق كل هذه المعالم ، لاجوس خلال زقاقاتها وشوارعها لانعم بعظمتها وجمالها . وليلة دخلت القاهرة حسبتنى عانقت كل هذا التراث الضخم .. حسبتنى اسبح فى هذا الفضاء الذى يبدا من عهد الاهرام ليقف عند باب الجامعة .
------------------------------------------