عبد الكريم غلاب
شروخ في المرايا ، 1994
طبعتان
دار توبقال للنشر ، الرباط
وزارة الثقافة والاتصال المغربية ، الرباط (2001)
(فازت بجائزة الكتاب للمغرب سنة 1994)
عاش آدم وعشنا معه بعد ملايين السنين نحسب الزمن: ساعة ،يوم،شهر،سنة... وتنتهي الستون أو السبعون،ثم نسلم حبات المسبحة إلى غيرها، للآخرين يتعلمون الحساب في أعمارهم .الزمن يموت كل ساعة ،كل يوم دون أن نودعه بدمعة أسى. ربما لأنه لا يستحق ، لأنه مسؤول عن....ضياع الملايين.أنا من بين الملايين... تعاقبت المرايا على الصفحة الرقراقة في مجرى النهر العجوز المتكاسل . تجلت آخر المرايا ناصعة، باهرة تعاظمت... اقتربت من عيني ، كما لو كانت مياه النهر ترتفع عن مجراها ،كما لو كانت عيناي تنحدران إليها تجلى فيها وجه لا أعرفه ،لم يكن لي صديقا ولا رفيق طريق ،خصما ولا عدوا. كان أشعب أغبر، شاحبا بادي العياء والتعب والملل والاشمئزاز والإحباط... تسلحت بكل شجاعتي. جمعت كل ما عاش في ضميري من ماض ، من حاضر،من مستقبل ...تلاشت المرآة الصافية،وأنا ألقي به بين أمواج الوحل ،ومياه النهر تجرفه بتوأدة نحو ...البحر
قراءة نقدية في رواية شروخ في المرايا
أبو المعاطي أبو النجا
------------------------------------------