top of page
خطاب النهضة والتقدم في الرواية العربية المعاصرة

تنويه لعبد الكريم غلاب

خطاب النهضة والتقدم في الرواية العربية المعاصرة ، 2003

رازان محمود إبراهيم

دار الشروق للنشر والتوزيع

هذه الدراسة هي محاولة لتوظيف المنهج الثقافي (Сultural Model) في تحليل النص الأدبي الروائي لاستقراء خطاب النهضة والتقدم في الرواية العربية المعاصرة فمن ناحية المنهج يوفر البحث فرصة لاختبار إمكانيات المنهج الثقافي في تحليل النص الروائي وتأويله بوصفه شكلا ثقافيا يستظهر بأساليب وبنى ولغة فنية خاصة. ويهدف هذا البحث إلى تحليل خطابات النهضة والتقدم وكشف الارتباط المحتمل بين تنوع أشكال الاتجاهات الفنية وتنوع الخطابات الفكرية ، كما سيحاول اكتشاف مدى التفاعل بين خطاب النهضة والتقدم في الرواية العربية العاصرة من جهة، والمشاريع الفكرية المختلفة التي قدمها مفكرون بارزون حول هذا الموضوع من جهة أخرى، ومن ثم شكلت كتابات الفكر العربي التي عاصرت مشروع النهضة مفتاحا من المفاتيح التي اعتقدنا بأنها تؤهل قارئ النص الأدبي من فهم العمل الأدبي، مع اعتبار الفروق الشاسعة بين طبيعة اللغة الفنية الروائية وطبيعة اللغة المنطقية للكتابات الفكرية المباشرة. وجدير بالذكر أن الدراسات النقدية والأدبية العربية قد تناولت قضايا جزئية محددة تتصل بالموضوع العام لهذه الرسالة ، مثل قضية المثقف والسلطة، وأزمة الحرية والعدالة الاجتماعية، ولكن هذه الرسالة تهدف إلى استقراء خطابات ومنظومات شاملة تندرج في الموضوع العام عن النهضة والتقدم وما يتفرع عنه من أسئلة وقضايا مترابطة متشابكة متشارطة، لتكشف مدى استيعاب الروائيين العرب للشبكة الفكرية الناظمة لهذه الأسئلة والمراجع الفكرية العامة التي ينطلقون منها . والدراسة تنظر إلى النصوص الروائية بوصفها أشكالا ثقافية تستظهر في بناء فني، مع ضرورة التأكيد أن هذا المنهج المعتمد هنا لا يقصد إلى التعامل مع النص الروائي بوصفه مصدرا عن الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي فحسب، بل تعتمد في عملية التحليل أيضا على طبيعة الشكل الفني والوسيط اللغوي والبنى الأسلوبية بما تحمله من دلالات. وجدير بالذكر أن هذه الدراسة حاولت تفحص العلاقة المحتملة بين تطور الخطابات أو تغيرها والتغير في السياقات الإقليمية والدولية، مع النظر الفاحص إلى مدى تأثر هذه الخطابات بواقع الخطاب الغربي وتطوراته، فمن الملاحظ مثلا أن فترة حركات الاستقلال والفترة التي أعقبت الاستقلال شهدت تراجع أسئلة الخطاب الليبرالي لصالح سؤال الاستقلال والهوية والأسئلة القومية والوطنية والصراع مع الغرب والصهيونية. وفي الستينات تصدر السؤال عن التحول الاشتراكي والديموقراطية الاجتماعية.وفي السبعينات والثمانينات تصدر سؤال الحداثة.ومع انهيار الاتحاد السوفييتي وانتهاء الحرب الباردة برز سؤال العولمة الذي أحيا من جديد جملة من الأسئلة حول الهوية الثقافية في مقابل القيم الكونية التي يتصدر الغرب تعريفها وتعميمها. يمكن توصيف هذا البحث أنه دراسة للرواية العربية في محيط ثقافي واسع داخل حركة فكرية وثقافية عامة حافلة بكل الزخم الحدثي وبكل ارهاصات التحولات العميقة التي عرفتها المنطقة العربية عام 1945 ،أي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وهو التوصيف الذي لا يغيب عنه التطلع نحو البعد الجغرافي ، كما يتضح من محاولة هذه الدراسة الإحاطة –قدر الإمكان- بالنتاج الروائي العربي في أقطاره المتعددة (المغرب، سوريا، فلسطين، القاهرة، لبنان، الكويت، السعودية) وغيرها من البلدان العربية التي قمنا بالإشارة إلى نتاجاتها الروائية كلما اقتضى الأمر ذلك، مع ضرورة الإشارة إلى أن الاستشهاد بأدباء من مصر نال القسم الأعظم، فمصر كانت الأكثر حضورا بحكم مركزية هذا القطر في الثقافة العربية.

------------------------------------------

عدد الزوار
bottom of page