مقدمة عبد الكريم غلاب
رسالة إلى حبيبتي ، 2003
علي القاسمي
دار الثقافة
تشتمل مجموعة (رسالة إلى حبيبتي) على عشر قصص، يتصدرها تقديم وافٍ للأستاذ عبد الكريم غلاب، خلص فيه إلى القول بأنها ” مجموعة شيقة أكدت لي ـ وتؤكد لقرائها ـ أن الدكتور علي القاسمي نجح كقصاص كما نجح في نشاطه العلمي وأبحاثه الدقيقة” ص 14.
والقصص العشر هي، للتذكير أو التعريف، على التوالي: البئر، الدرس الأول، وفاء، الحذاء الإنجليزي، أصابع جَدّي، الذكرى، البندقية، الكلب ليبر يموت، الجذور في الأرض، رسالة إلى حبيبتي.
جلُّ هذه القصص، يستحضر ذكريات الطفولة الأولى، في تلك القرية العراقية البعيدة الوديعة هنالك، على ضفة النهر. وجلّها ينكأ ذلك الجرح العراقي التاريخي المزمن، الذي لا ينفك عن النزف والرعف.
أحسب أن القصة الأخيرة التي يتصدر عنوانها غلاف المجموعة (رسالة إلى حبيبتي) تكثيف لـ “الرسالة” القصصية والدلالية، التي تروم المجموعة إيصالها وإبلاغها، كما تكثيف وتوصيف لدلك الجرح العراقي النازف أبداً.
لنقرأ هذه المتتاليات السردية، من هذه الرسالة ـ القصصية التي يتوجه بها السارد إلى حبيبته المريضة بالعراق:
” حبيبتي!
لا شك أنك تتساءلين لِمَ غادرتُ قريتنا الصغيرة وأنتِ طريحة الفارش حبيسة الدار. ولا بد أنك تسألين وتسألين لِمَ لا أعود إليك بعد كلّ هذه السنين الطويلة؟!” ص 97.
------------------------------------------