تنويه لعبد الكريم غلاب
اللغة والهوية في الوطن العربي ، 2013
إشكاليات التعليم والترجمة والمصطلح
مجموعة مؤلفين
المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب "اللغة والهوية في الوطن العربي". ويتألف هذا الكتاب من جزئين، يتحدث الجزء الأول عن اللغة والهوية وإشكالياتهما التاريخية والثقافية والسياسية(462 صفحة من القطع الكبير)، ويتناول، في جملة ما يتناوله، محاولات بعض الأقليات الاثنية في العالم العربي إعادة صوغ لغاتها الأصلية، مع أن العربية هي اللغة الأم لعدد كبير من هذه الأقليات الأثنية.
ويناقش الجزء الثاني (512 صفحة من القطع الكبير) إشكاليات التعليم والترجمة والمصطلح، ويخلص إلى نتيجة رئيسة هي أن اللغة الأم، ولا سيما في بلادنا العربية، ليست عائقاً أمام التطور والتحديث، ولا تتعارض معهما، بل إنها شرط لا بد منه لعملية التطور والتحديث. وهذا الكتاب بجزئيه هو محصلة "مؤتمر اللغة والهوية في الوطن العربي" الذي عقده المركز في سنة 2012، وشارك في إعداد أوراقه كل من رمزي بعلبكي، إمحمد جبرون، شمامة خير الدين، ناجية الوريمي، حسن حنفي، لطيفة النجار، عبد الرزاق الدواي، رشيد بلحبيب، عبد السلام المسدي، محمد غاليم، نادر سراج، سالم البيض، عبد القادر الفهري، بسام بركة، فايز الصُياغ، عبد الرحمن بو درع، الربعي بن سلامة، أنور الجمعاوي، حبيب بو هرور، أحمد حسنين، نادية العمري
----------------------------------------------------
هل هناك تحدّيات تواجه اللغة العربية في مجالات البحث العلمي الذي يعتمد ترجمات لمفاهيم ونظريات أنتجت في ثقافاتٍ أخرى؟ الجواب يتراوح بين السلب والإيجاب بسبب تداخل منظومات المعرفة المنقولة بالمفردات اللغوية المترجمة.
طرح التشابك بين المعرفة واللغة مسألة استخدام لغات أخرى غير العربية في التدريس في الجامعات الخاصّة والحكومية، ما أثار مشكلة عودة الاستعمار الثقافي واحتمال انكفاء اللغة الأمّ في التخاطب اليومي. في المقابل يشهد العالم تجاربَ مغايرة تؤشّر إلى إمكان إنجاز عمليات التحديث العلمي والتربوي باللغات الأمّ من دون حاجة إلى استخدام مفردات منقولة بذريعة أنّ اللغة غير قادرة على استيعاب المصطلحات الجديدة أو التفاعل مع المفاهيم المشتقّة من مجالات الاختراعات والاكتشافات بحجّة التخلّف الاجتماعي.
يحاول الكتاب الردّ على الإشكالية بالتأكيد على أنّ اللغة العربية لا تتعارض مع التطوّر والتحديث، بل ربّما تكون قاعدة معرفية للتقدم العلمي المفتوح على ثقافات العالم المعاصر وإنجازاته. فاللغة بوصفها قوّة توحيد تستطيع أن تقوم بدورها في تعزيز المفردات وبناء هويّة في سياقٍ عربي معاصر لا يتخالف مع طموحات تحقيق التنمية والتفاعل الحضاري مع ثقافاتٍ أخرى. وتستطيع اللغة أيضًا الاستجابة لمتطلبات التقدّم من دون خوفٍ على الهويّة المتوارثة في حال جرى تحديث المصطلحات التقنية وتعزيز المعاجم بابتكار مفرداتٍ عربية تقارب المفاهيم المعاصرة، وتعطي المقابل اللفظي للكلمات المترجمة.
------------------------------------------